اتخذت مقعدي بجوار النافذة في ذلك اليوم.. أنظر من خلالها إلى القضبان المعدنية وبقع الزيت المتناثرة على الأرض
تحرك القطار وبدأ معه فيض الأحلام و الذكريات...مازلت أنظر نحو القضبان المعدنية.. الشيء الوحيد الثابت مع تغير معالم العالم من حولي
قررت هذه المرة أن أمد بصري إلى باقي الأشياء القريبة والبعيدة... إلى الأفق...و النــاس..و العربيات...و أسفلت الطريق.. كوبري قديم .. مزلقان مكسر.. محطة صغيرة لكن القطار لم يعرها أي اهتمام..مدينة بسيطة.. غسيل منشور.. مية ناشعة.. كوم زبالة..(توقف القطار في بنها...أمامي (خارج النافذة رجل نائم على المقاعد الرخامية بالمحطة.. يا ترى بيحلم بأيه؟)
جرس محطة مشروخ.. شجر مترب .. عمارات بهتانة... و كوبري مكتف النيل الحزين.. أرض مزروعة.. جاموسة عشر..أبو قردان .. و نخلة واقفة هناك بعيدة.. وحيدة.. طفل حافي بيجر حماره.. برسيم حجازى.. ترعة راكدة.و قرنبيط... حمل صغير ينظر إلى القطار بعدم فهم... فلاح بجوار شجرة يحاول أن يشعل الجوزة.. برج حمام.. حصان هزيل. بيوت بطوب أحمر من غير إحساس.. سحابة غامقة فوق ماشية مع القطر..و القطر ماشى... غيطان موالح.. و شجر كافور.. طرنبة مية.. فلاحة.. بتحش النجيل... و أبراج كهربا.. و ضغط عالى.. شجرة مايلة.. فلاح بيبدر أرضه.. و ارض بور... واحدة بتنشر غسيلها.. وسط الغسيل المنشور..ومحطة تانية...مافيهاش غير شجرة مستنية على الرصيف...و طفل ماسك رغيف.. طحالب خضرا على جوانب المسقى.. بيت قديم .. فاس متساب جنب القضيب.. مدنة جامع .. أبراج كنايس.. سحاب كتير.. بالبرد حاسس....و ارض مروية.. وتانية عطشانة... عربيات بيجو....و عمدان نور مصدية.. خيال مأته.. وزة بتبلبط في المية...و أم الشعور بتغسل شعرها على الترعة... كلب أزعر.. جسر ضيق.. و عباد شمس .. بس مش باصص ليها.. يمكن مخاصمها النهاردة.. محرات بسيط.. ستات
شايليين حلل كتير... زلط قاسى....و القطر ماشى
وليد فاروق