إحــتـرش


يمكن اتفرجت على فيلم سكس أو أكتر عشان كده بقى مفهوم الجنس في خيالك بالطريقة القذرة اللي بتفكّر بيها دي. 

بمكن سمعت شيخ بيتكلم عن المرأة المتبرجة إنها مصدر الفتنة والفسوق فصدّقت بينك وبين نفسك ان المتبرجات يستحقوا التحرش والاغتصاب كمان .. مين قالهم يمشوا كاسيات عاريات في الشارع؟ 

يمكن كبتك الجنسي بقى متحكم فيك لدرجة انك تحاول تلزق في جسم اي بنت زي الحيوانات، مع العلم إن مافيش حيوان معروف بيتصرف بالوساخة دي. 

يمكن ماعرفتش تتجوز عشان الفلوس والظروف، فكرهت الناس وقررت تتحرش بأي بنت كنوع من عقاب المجتمع الذي لم يراعي ظروفك .. عشان كده لازم المجتمع يستحمل مسئولية هيجانك. 

يمكن شحنك المجتمع الذكوري انك تستبيح اي بنت في الشارع باعتبار وجود المرأة محصور فقط في الجنس. وهيه مالهاش حق غير انها تقبل تحرشك .. وتنبسط بيه، وتقولك عاوزة كمان. 

يمكن تكون ناتج نظام فاشل منافق بلا اي أخلاق، ماحدّش علمك حاجة، فبقيت تفكرّ بنصّك التحتاني عشان لما الدماغ تكون فاضية، سهل جدا تصدق إن مخك هوه عضوك الذكري. 

يمكن ماسمعتش حاجة عن النساء غير إن كيدهن عظيم، وامرأة العزيز اللي قطعت قميص سيدنا يوسف وشقته من ورا ولو كان سيدنا يوسف هوه اللي ابتدا كنا هانلاقي قميصه مشقوق من قدام. بس الرجالة بعد كده طلعوا اذكياء جنسيا وعملوا كل القمصان الرجالي مشقوقة جاهزة من قدام بس بزراير عشان يبقى سهل يفتحوها ويقفلوها على طول. 

يمكن المجتمع صوّر لك البنت على إنها مخلوقة للفراش (السرير يعني) فبقيت تستنكر وجودها وهي ماشية جنبك في الشارع، فتتحرش بيها باعتبار أي مكان فيه بنت يبقى فراش (سرير يعني). 

يمكن الثقافة الإعلانية المعتمدة على استخدام بنات مغرية، أو جزء من التربية الدينية الغلط المصرة على الجواز من 4 والتركيز والتفصيل في الأمور الجنسية تحديداً. الحاجات دي أعطتك دافع لاشعوري بالتفكير الجنسي بأي بنت، ولو كانت حتى ما وصلتش سنّ البلوغ. 

يمكن ماسمعتش رجل دين قال ان التحرش حرام وغلط، واتكلّم بس في فسق النساء ومسئوليتهم الكاملة على اللي ممكن يحصل لهم. فبقيت تتحرش بيهم من غير حرج أو أي تأنيب ضمير، وأحيانا بتفكّر إن تحرشك بيهم أصلا نوع من أنواع الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. 

يمكن اتربيت في شارع كلّ ما بنت تمشي فيه لابسة بنطلون، لازم معظم الشارع يبصّ على "مؤخرتها" تحديداً .. ويطوّلوا في البصة وكل واحد فيهم يتمنى لو كان البنطلون أضيق شوية، وفي الآخر تبرروا نظراتكوا الشهوانية بإن ده حق طبيعي ليكوا وترموا اللوم على البنت برضه. 

ممكن تكون من نوعية لا تتأثر أخلاقياً ولا عاطفياً، بس بتتأثر جنسياً على أي شكل انثوي ولو كان مانيكان عريان في فاترينة. اعرف ساعتها إن حياتك ما عادتش انسانية لكن بقت تناسلية، وأكتر حاجة بتضايقك هي الهدوم عموماً. 

ممكن تكون متجوز وعندك مراتك حلالك، لكن خيالك لسه خاين وانت بتبصّ على البنات وتتمنّى في نفسك انك تقضي معاهم أوقات حميمة بس لو سمحت الظروف .. وغالبا هاتعمل كده لو لقيت فرصة. 

ممكن بنت تكون ماشية جنبك تقوم تدوّر بعنيك على أي حتّة جلد ظاهرة منها ولو حتى كان صوابع ايديها، الموضوع مالوش علاقة بالملابس على قد ما هو استعداد جنسي مسبق في خيالك انك تستبيح اي شيء عينك تقع عليه. 

التحرش يتراوح بين فكرة عابرة مرورا بكلمة أو نظرة أو لمسة، أو حركة بذيئة في نص ثانية تلمس بيها البنت، ما تفتكرش ان حضرتك كده بقيت دكر ..وعموما البنت بتتأذي نفسيا من كل ده اكتر بكتير مما تتخيل. 

ممكن بعد كده إنك تحترس أو تتحرش .. والمجتمع برضه ممكن يسيبك .. أو يقتلك .. لكن الحاجات دي حسابها الحقيقي مش بيكون على أيد البشر،، وأقل حاجة إن اللي انت عملته في اي بنت لازم هايحصل في اكتر حد انت بتحبه ... عشان كده سايبلك حرية القرار ... بشوقك ... 

ودمتم

قــد كــفــرت



كفرت بهذا الهراء الذي نفعله الآن وطوال حياتنا .. لماذا نحن مرضى بهذا الشكل المقيت .. ما هذا الذي فعلناه ونفعله بنا وبحاضرنا وبمستقبل أولادنا..؟؟؟

جميعنا ندعي الحكمة والإيمان ونحن أجهل من الدواب .. ندعي العفة والطهارة وبداخل نفوسنا مستعمرات كذب ونفاق وعبودية لا مثيل لها.

قد كفرت بهذا المجتمع المختلّ ...والذي ترتكب فيه جميع الخطايا باسم العرف والقانون والسائد بينكم في تلك المنظومة البلهاء ... الفارغة من أي تعليم حقيقي أو وعي أو ثقافة أو حتى فطرة سليمة.

قد كفرت بتحجر فكركم الذي يقتل كل تغيير أو تحديث لما هو مألوف ... حتى عندما أتى نصر من الله جميل .. وتنسمنا جميعنا أنسام الحرية وشعرنا ولو ليوم أننا نملك شيئا اسمه كرامة ... لكن سرعان ما كفرنا بتلك النعمة وارتضينا أن نعود لما وجدنا عليه آباءنا الأولون ...

كفرت بهالات القدسية التي تحيطون بها أنفسكم وشيوخكم وقساوستكم وحكامهم .... الم نتعلم شيئاً واحدا من كل تاريخ البشرية الماضي؟؟؟ ألم نتعلّم بعد أن معظم دماء الأرض قد سُفكت على أيدي المتكبرين ... وكلهم سواء،، سواء من ارتدى عباءة سلطة أو عباءة دين.

الم نتعلّم بعد،، أن كل شيء يتاجر به ويباع ويشترى حتى اسم الله نفسه يتاجر به البشر على مر العصور والأزمان والأديان.

قد كفرت بقسوة قلوبكم وتزييفكم الدائم للحقائق ومبرراتكم الجاهزة لأي شيء ... بلا ذرة اعتذار أو شعور بالأسف على أي ذنب اقترفتموه ... وكأننا ألهه لا تخطيء .. وحتى إن أخطأت .. فلا داعي لإبداء ذرة ندم .. فسندخل الجنة بالتأكيد .. ليت لي أن أعرف من تأتون بتلك الثقة المطلقة أنكم دائماً الحق بل وفي أصحاب اليمين؟؟؟

قد كفرت بأقنعتكم الشمعية المزيفة التي تضعونها على وجه حقيقتكم المشوهة .. فنظهر وقورين محترمين ونحن ألـدّ الخصام في نفوسنا.

قد كفرت بدمويتكم وقدرتكم على قتل نفوسكم ودفن أمال ذريتكم وتشويه كل ما هو جميل وبريء في الحياة ... وها نحن قد دمّرنا الأرض ولم نراع فيها عهداً ولا ذمة .. نستعبد أنفسنا ونحرق عالمنا من أجل أطماع وسلطة وأوهام نحن صانعوها وجاعلوها تبدو كحقيقة وغاية ... فيبدو أننا لن نفيق من سباتنا .. إلا لحظة الهلاك تماما كما قال علينا خالقنا.

لقد كفرت بالأحزاب والآباء ورجال الدين وأي منصب ومنطق انتم واضعوه ... فشريعة الله ليست هنا ... وليست على يد بشر من الأساس لأننا لم نبلغ حتى حد تطبيق شريعة الغاب... التي أراها أعدل وأفضل من شرائعنا الآن .. على الأقل لن تجد حيوان يبيد بني جنسه لمجرد أنه رأى أنه أفضل منهم. .. ولن تجد في شريعة الغاب حيوان يتلذذ بتعذيب فريسته أو يتآمر عليها بتلك الوسائل القذرة التي نسيّر بها أمورنا كل يوم.

لقد فقدنا إنسانيتنا منذ زمن .. فرّغنا القيم من محتواها وشوهنا الدين ونسينا عهودنا القديمة والحديثة ... متى سندرك أننا لسنا على شيء مما نحسب نفوسنا عليه؟؟؟؟

لماذا حوّلنا ديننا ودنيانا إلى سحابة من غباء وكبرياء وهباء منثورا؟؟؟؟

أناشد نفسي قبل نفوسكم أن نحاول نفيق لحظة واحدة ونعيد تقييم مبادئنا من جديد ... فكم من خطايا لا يراها إلا إثنان ... صاحبها ..... والله المحيط


ودمتم
_____________

إلى أخي الأسير ... حمزة كاشغري

ودفاعا عن رحمات قد انقضت من داخلنا منذ زمن بعيد...