لمــاذا كـفـر الأنبيــاء؟


لم يعلمنا رجال الدين الكثير من الأشياء .. فقط علمونا إتباع الأشياء .. ويبدو أن سياسة الإتباع الأعمى ملعونة في كل الأزمان ..

وما من نبي قد أرسلة الله إلى الأرض إلا وقد كُفّر من قومه ولعن وحورب .. لأنه قد أتى فقط بشيء مختلف عنهم..

فكل الأنبياء كانوا كفّاراً في نظر أقوامهم .. الذين اتخذوا العادات والتقاليد والمصالح الشخصية هوية رسمية لهم..

تلك الأقوام التي اختلط فيها الدين بالدنيا .. والحقائق بالأكاذيب والوحي بالهوى .. فظنوا أنهم أعلم الناس وأرقى الناس .. واتبعوا أهواء الغرور والكبر والرتابة لسنوات طوال .. حتى نسوا أصل الأشياء واتبعوا ما قال لهم أبائهم ومجتمعهم .. فأصبحت عقولهم متحجرة على ما تربوا عليه .. وبات من المستحيل تغييرها..

فكلما جاء لهم رجل بسيط .. يحاول بأدب ان يوجه عقولهم أن ما يؤمنون به هو أشياء معظمها مغلوط .. تجدهم يكذبون بالحديث لا لشيء إلا اعتقاداً بأنهم قوم لا يخطئون..

فكيف ياتي شخص يتهم سادة القوم وعلمائهم بأن ما يفعلونه ليس صحيح؟

كيف ياتي شخص يساوي بين الرؤوس ولا يفضل عالم على أميّ .. ولا غني على فقير؟

كيف يأتي شخص يزعم انه لديه من الله مكانة اعلى وأفضل من سادة القوم؟

كيف يأتي شخص يطعن في قانون الجماعة .. وينحرف عن مسار القطيع؟

هذا الشخص الوحيد .. هو الكافر بين الجماعة .. لأنه لا يتبع قوانيننا الخاصة .. ويعدنا بشيء غير ملموس

هذا الشخص يكذب الأباء والأجداد .. ويضرب بكبريائنا عرض الحائط .. ويأمرنا بأن نتبعه ونترك مكانة الدنيا من اجل شيء أخر

فمن يأت بالجديد دائماً .. يعتبر كافراً ومحدث في نظر من اغلقوا عقولهم على القديم فقط

ولأن حجة القوم دائماً واهية .. فهم يلجأون للتكفير بدلاً من التفكير المنطقي السليم .. ويهرعون لنفي الصادقين من الأرض .. بدلاً من محاورتهم والكلام معهم .. وأكثرهم أرادوا للأنبياء الموت .. أكثر من الحياة


فكل الأنبياء قد طعنوا في دينهم وحوربوا من اجل القبيلة .. وكثير منهم قد قتل .. لأنهم فقط تمردوا على العادات والتقاليد .بينما كان ولائهم فقط لرب الجماعة .. ورب كل شيء.

يــتــبــع

.وليد فاروق

8-12-2011

لسنا من الله في شيء



من أضاف تلك القسوة على الدين ،، ومن البس رداء الكراهية على اسم الله بهتاناً وزورا؟؟

ولماذا نحن قد تربينا فقط على أيات العذاب والعقاب، أكثر من الرحمة والمغفرة !! .. تربينا على صراخ الشيوخ في خطب الجمعات .. وعويلهم القادم من شرائط الكاسيت التي كانت ولا تزال تدعو .. إلى الخوف فقط من الله؟؟

ونحن بطبعنا مجتمع غير مثقف، ولا يفكر ويسهل عليه أن يقلد الأخر ويتبع ما سمعه بدون خبرة أو فهم .. ثم تصبح تلك الكلمات والأفعال المتبعة من صميم الدين..

لماذا اصبحت اللعنات على السنتنا أقرب من الرحمات؟؟

لماذا أصبح الدين شيئاً من الأشياء الآخرى التي تباع وتشترى؟؟

سأكون صريحاً بقدر أكبر ... لماذا جعلنا الله مجرد كلمة نقولها بالسنتنا فقط وقد جردناها من كل معاني الرحمة والغفران والخشية .. وجعلناها مفرغة من كل المعاني الكبرى التي هي اصل تلك الكلمة؟

لماذا كل هذا الحقد والكراهية التي تعودنا عليها وجعلناها أساس الدين .. فكلما كانت غيرتك وغضبك وكراهيتك أكبر لأعداء الدين والفاسقين .. كلما دلَ ذلك على قوة إيمانك وتقربك إلى الله زلفا؟

لماذا دوماً نتفرق إلى شيعاً واحزاب كل منهم يحاول تكفير الأخر وإثبات فقط أنه على حق بينما كل الأخرون هباء منثورا .. وكأن التناحر والجدال هو فرض عين على كل مسلم؟

لماذا دوماً لدينا اليقين التام بأننا شعب الله المختار والجنة لنا وحدنا .. وكأننا قد احتكرنا الله بجميع خلقة من نار وجنة وبشر ، بل والكون كله .. كتبنا عليه اسمنا .. ونحن لا نعلم عنه حتى العلم المادي الذي يعلمه الغرب الكافر على حد زعمنا؟

ولماذا نشعر دائماً بأننا نعلم كل شيء وأننا قد وصلنا لذروة الحكمة وإدراك كل الأشياء .. وتتحجر معتقداتنا حول أرائنا الشخصية فقط .. بالرغم أن الإنسان أصلا .. قد خلق جهولاً بالفطرة؟؟

أنا لا أعلم شيئاً لكن كل ما أعرفه ان الدين ليس القسوة .. والله ليس الكراهية .. والرسالة ليست تحجر الأراء ..وأن من يرجو رحمه ربه .. لابد أن يقدمها للأخرين أولاً ... وان معظم ما نفعله الآن ... هو ما وجدنا عليه أباءنا الأولون .. وأننا لسنا من الله في شيء..


ودمتم...
وليد فاروق
١٤ نوفمبر ٢٠١١

الـشـيـطـان يَــعُــضّ



ربما كانت تلك الكلمات هلوسة وهذيان،، ربما تصدم البعض،، ربما أثارت حفيظتكم،، لكن كل ما أرجوه منكم .. هو مجرد التفكير في السطور التالية.

نردد دائماً أسئلتنا العبثية .. أهناك من يعبث بنا؟؟ هل هي مؤامرة؟؟ من صاحب اليد التي تملك كل هذه الأصابع الخارجية والداخلية؟؟ الأصابع التي أحالت حياتنا جحيماً .. ومازالت تعبث..

تخيل أن هناك من يراقبك طوال حياتك، يرصد أخطاءك ويحلل شخصيتك عليك .. هذا المراقب ليس الله .. فالله مطلع على كل شيء لكنه لطيف فلا يشعرك بانه يراك .. لكني اتحدث عن المؤامرة الكبرى للشيطان .. "سيعجبك الإسم إن كنت من هواه مشاهدة الأفلام الأجنبية"..

فالخدعة العظمى للشيطان علينا .. أنه اوهمنا بانه غير موجود .. أرجوكم لا تحسبوا الشيطان ذلك الكائن الاحمر ذو القرنين والذيل المشقوق .. لكنه كيان آخر يتداخل في أفكارنا وعقائدنا ومحركات الكثير من البشر..

الشيطان يقلب الحقائق دائماً،، ويهوى عكس كلام الله .. فعدما قال الله إقرأ .. أمرنا الشيطان بان نجهل، عندما قال الله توحدوا .. امرنا الشيطان بأن نتفرق، وعندما كتب الله على نفسه الرحمة .. أمرنا الشيطان بالتعصب والكراهية، .. وعندما قال لنا الله أن الحقيقة في الجوهر .. أمرنا الشيطان بألا نتبع إلا المظهر..

يتسرب الشيطان للإنسان من خلال نقاط ضعفه، فهو يخيفك من الأشياء كلها حتى لا تأمن لأحد غيره / غيرك .. ثم يعطيك ثقة ومبررات لكي تفعل ما تريد / يريد من منطلق خوفك .. وهي الأفعال التي تصب طبعاً في مصلحتك.. مصلحة الشيطان..

ولأن هدف الشيطان الأسمى ان يجعل الله يشعر بالندم على قراره .. قرار الله يتفضيل بني أدم على الشيطان، فغواية الشيطان المفضلة هي أن يدخل الينا من باب الدين .. المنطقة الوحيدة التي نظن انه لن يدخل منها..

عن فحيح الشياطين المسربلين بالأبيض .. كلنا يعلم أن الدين هو الرحمة .. لكنّ القسوة هي الحل لحفظ الدين من الضياع،، الدين هو السلام .. لكن لا بأس من كراهية كافة المعارضين خوفاَ على الدين،، الدين هو عدم الفساد في الأرض .. لكن لا بأس من إراقة الدماء والذبح من أجل كرامة الله ..

ثم تأتي مرحلة الغرور .. يأتي اليك الشيطان متخذ هيئة أفكارك ليهمس بداخل صدرك .. أنت من تملك الحق بينما كل شيء سواك ضلال .. أنت الذي ستقيم العدل بعلمك وتقواك ,, البشر جميعهم فاسدون ولا توجد شريعة تحكمهم .. بينما الله ينظر إليك وينتظرك كي تحكم باسمه ..ولن يرضى الله بأن يحكم سواك .. أنظر إلى كم أتباعك ومؤيدوك!! .. إنهم يتشربون كلماتك وبفعلون أوامرك وينتهون عن نواهيك .. ولا باس من الخروج عن النص،، فالضرورات تبيح المحظورات، ولا أحد يملك البصيرة سواك ..

فيقع معظم البشر في الفخ الكبير المحكم .. أن يحسبون أنهم يطبقون كلام الله .. بينما هم يتبعون همزات الشياطين..

عودوا للتاريخ أرجوكم لتدركوا أن معظم جرائم البشرية العظمى أرتكبت باسم الدين، وتحت راية الشيطان المكتوب عليها زوراً .. أسم الله..

للشيطان منهجه الخاص وأفكاره المحددة وشبكته العنكبوتية المسيطرة على الكوكب من خلال التواصل المباشر بين كل الأتباع، وشفرة التواصل بين الشيطان والأتباع .. والأتباع وبعضهم لابد أن تحتوي على مشاعر الكلمات الأتيه : كراهية، تمييز، قتل، خوف، فقر، ثقة زائدة بالنفس، عدم الشعور بالخطأ، الفضل على الآخرين، حقد، تكفير، صلابة الرأي، تدمير ما لا تراه مناسباً..

المخطط الشيطاني واضح ومحدد .. لذا تشعر دائماً بجو المؤامرة العام .. الأصابع الخارجية تتناسق مع الأصابع الداخلية مكونة مزيج مدمر .. تزييف الحقائق وخلط الأشياء ببعضها وارتفاع مستوى الكراهية وانخفاض مستوى الحب والطيبة في النفوس .. ولن نكسب شيئاً من كراهيتنا وغضبنا سوى أن نضيف للشيطان رصيداً متجدداً ليكمل مخططه الثابت..

ياله من شعور أن نكتشف أننا جزءاً من المخطط العالمي .. الذي يتحول شيئا فشيئا إلى واقع ملموس..

لا أريد شيئاً سوى أن نحاول قدر الإمكان رصد مشاعرنا .. نقيس مستوى الكراهية والكبر والغرور بداخلنا .. ولا نفتتن بعلمنا المبني اساساً على الجهل .. وأن نتذكر نقاط ضعف الجنس البشري كله .. ونعلمها بنفوسنا أولاً .. وأننا لا نملك شيئاً من أي شيء .

فخديعة الشر انطوت ان تنسى الإنسان أنه اصلاً قد خلق ظلوماً .. جهولاً ... كفورا


والله أعلى وأعلم

ودمتم
وليد فاروق
٢٥ اكتوبر 2011

كوكب الكـبــر



في الحقيقة لا أدري سبباً لبقائنا كبشر على قيد الحياة سوى أن ربنا غفور ورحيم إلى ابعد الحدود .. فلو أخذنا الله على ظلمنا ..فسيهلك من في الأرض جميعاً قبل أن ترتد إلينا طرفة أعيننا.

فما أرحم إلهنا .. يتركنا منذ أزمان بعيدة لنعلوا ونظلم ونفسد في الأرض ونخلط الحقائق بالأكاذيب ونفسد كل شيء خلقه الله بجهلنا ... فيصبر ويمهل .. فحكمه وحده هو قمة الديموقراطية والحكمة المطلقة .. فلتفعل ما شئت أيها الإنسان الضعيف .. لتظلم وتجهل وتكفر .. فازيد في تذكيرك بالأيات والسراء والضراء لعلك ترجع ... تقسو على خلق الله .. فأقسو عليك قليلا لعلك تفهم أن القسوة لا مردود لها سوى القسوة .. تنسى كل شيء وأنت اهل النسيان .. فأضع الكثير من المنبهات والنذر أمامك .. لعلك تذكر.


فإن نسيت كل شيء .. فقط تذكر ان لكل شيء نهاية .. وعندما تأتي نهايتنا سيعرض شريط الحياة منذ بدايته امام اعيننا .. مع شرح مفصل هذه المرة لكل صغيرة وكبيرة في حيوات الأمم وحياتنا الشخصية.. فربما ندرك حينها ان ما كنا نعيشه على كوكب الأرض هو شيء مغاير تماماً عن الحقيقة العليا.


ربما ندرك أن ما كنا نحسبه حقيقة هو في الأصل ضلال قد غلف بالكبر والزهو ثم تراكمت عليه السنون وتطاول عليه الأمد وزينته لنا أطماعنا وشهواتنا وعقلنا المحدود .. فأصبحنا نراه كما هيئ لنا .. حقيقة.


ربما أدركنا الخدعة الكبرى التي كنا نحيا فيها .. مع العلم أننا قد حذرنا منها مراراً .. وأن ما كنا نراه ونحسبه موجوداً .. هو ليس له وجود .. بينما ما كنا لا نحسبه موجوداً .. هو دائما هنالك.

سندرك حينها مدى صدق من سمى هذه الحياة .. دنيا..

سنرى بالدليل أن الحياة والكائنات والظروف لم تظلمنا، ولم يظلمنا خالقنا مثقال ذرة .. ولكن الناس كانوا أنفسهم يظلمون..


ومن خلال التسجيلات الشخصية التي ستعرض يومئذ، والتي سنواجه بها أنفسنا .. سندرك حينها مدى بلاهتنا .. وان الأرض كانت لتصبح جنة.. فقط .. لو لم يكن بداخلنا ذلك الداء اللعين .. المسمى بالكبر. والذي هو أخطر شيء قد اودى بالأشخاص والأمم وبالعالم كله .. فالكبر هو مرضنا الحقيقي .. ان ترفض أي شيء غيرك لمجرد انك أنت .. ولمجرد انك أنت .. فأنت تظن نفسك افضل من الأخرين .. والكبر درجات تتراوح بين من يظن نفسه أفضل من إنسان آخر .. مروراً بمن يظن نفسه أفضل خلق الله .. وصولاً بمن يظن نفسه افضل من الله ذاته..


تلك الخطيئة المسببة لكل شرٍ أو عقاب قد حدث على الأرض، فما منع الناس أن يؤمنوا ويصبحون سواسية إلا الكبر .. وما دفع الأمم للتقاتل والسيطرة على بعضها إلا الكبر .. وما حث قابيل على قتل اخيه ظلماً إلا الكبر .. وما اخرج الشيطان من الجنة واخذنا في ذيله بذنوبنا، لنعيش على هذا الكوكب المفقر المنسي في قلب الفضاء .. إلا الكبر.


الهذا شددت العقوبة على تلك الخطيئة .. فلا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر؟؟

ربما سندرك يومها كم كنا متكبرين متجبرين في الأرض .. وسنحزن كثيراً حينما نعلم ان أصغر نملة من التي كانت تطأهم أقدامنا بالعشرات، هي افضل من كثير منا .. فما كان لنملة ان تستقو وتستكبر على إخوانها من بني جنسها .. وما كان لها ان تستكبر على من خلقها .. ولو حتى على صورة .. نملة


والله اعلى وأعلم

ودمتم
وليد فاروق
٢٣ سبتمبر ٢٠١١

جدّك كــان كـافر


جميعنا نعتقد أن أصنام الجاهلية هي عمل شرير.. وتلك التماثيل هي رمز الشرور على الأرض لأن الناس يعبدونها .. ثم تفاقم الأمر.

حتى طال أثارنا المصرية القديمة في مقتل.

فجدودنا ملوك وادي النيل كانوا انجاساً وكانوا كفرة .. كانوا يعبدون "جروب" من الألهه ..وربما إن كنت على شيء من الثقافة أن أنبهر بحضارة اجدادنا الفراعين .. أو أن اتفكر قليلاً فيما كانوا يصنعون .. لكن كثيراً من الناس لا ترى لها قيمة سوى أنها تجذب السائحين وتورّد سبوبة مش بطالة للدولة .. بينما يرى جمع من الناس " ارجو أن يكون قليلاً" أن وجود تلك التماثيل المدنسة في ارضنا " الطاهرة" هو أمر لا يطاق .. تكاد السماء أن تنطبق على الأرض من هوله .. وكأن سبب فقرنا وجهلنا وبلائنا مرهون بوجود تلك الأصنام على أرضنا التي صنعها اجدادنا الفراعين الملاعين.

أما إن كانت هناك طائفة يروون أن تلك التماثيل والأثار هي ما تبقى من تاريخنا المجيد .. واصل الحضارة البشرية كلها .. قديما عندما ملكت مصر الارض علما وتقدم .. فلا تصمتوا واحموا تاريخ جدودكم المجيد .. المدنس زوراً من احفاده.

تلك التماثيل والنقوش والمباني المعجزة .. التي حفظها الله لنا الاف السنين كي ننظر اليها ونعتبر منها ؟؟ .. ألم يأمرنا الله بالسير في الأرض والتفكر والتدبر في قصص الأولين .. وترك لنا الله أدلة ملموسة وبراهين على ذلك.

يا حسرة على العقول .. فها هي أثارنا المصرية التي أبقاها الله لنا وحفظها بحالتها شبه الأصلية عبر الاف السنين ... فقط لكي ننظر اليهم في جهل ونلعنهم وندعوهم بالكفر .. ولا نتفكر في اثارهم وأفعالهم واقوالهم .. لكي نستطيع أن نحكم عليهم على الأقل.

لن أدخل ألان في تفاصيل حقيقة مصر القديمة المؤمنة الموحدة .. فلنعتبر أن تلك التماثيل كانت تعبد في الماضي وهذا قول مشكوك فيه إن كنت قرأت كتابا منصفا في حقيقة دين اجدادنا... لكن فلنفترضها اصنام .. لكنها عبدت في الماضي ... كان هذا في الماضي السحيق .. الأن تبدلت الازمنة وأصبحت أصنام العصر الحديث هي المال والسلطة وحب السيطرة والتكبر ... وما اكثر اصنام زماننا النفسية.

أما التماثيل الان .. فقد أصبحت ايات من أيات الله .. فلا يجب ومحرماً علينا أن نمسها بسوء لانها لم تعد تضل أحداً وتأمره بالوثنية .. هي تماثيل خالدة من احجار وصخور .. شكلها الأقدمون بأيديهم .. لكن خالقها هو الله .. لكنني انا الإنسان من شكلتها وأنا من عبدتها واستقويت بها .. هي لا حول لها ولا قوة .. هي حجارة لا تنطق .. فلا حياة لها بمقايسنا البشرية .. لكنها مسبحة مؤمنة عن رب العالمين .. بل وشاهدة علينا أيضاً.. وستشهد علينا بالحق.

ففي يوم القيامة .. عندما تواجه كل الخلائق والجمادات بعضها البعض. سيسئلها الرحمن هل هي من أضلت هؤلاء الضالون؟؟؟؟


" وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ فَيَقُولُ أَأَنتُمْ أَضْلَلْتُمْ عِبَادِي هَؤُلاء أَمْ هُمْ ضَلُّوا السَّبِيلَ * قَالُوا سُبْحَانَكَ مَا كَانَ يَنبَغِي لَنَا أَن نَّتَّخِذَ مِن دُونِكَ مِنْ أَوْلِيَاء وَلَكِن مَّتَّعْتَهُمْ وَآبَاءَهُمْ حَتَّى نَسُوا الذِّكْرَ وَكَانُوا قَوْمًا بُورًا "الفرقان 17-18"


أنظر إلى قول الأصنام .. انظر إلى تسبيحهم وصدقهم .. وجزعهم من خشية الله وسؤاله لهم .. إقرأ شهادتهم القاطعة بأنهم ليسوا هم من أضلونا .. ولكن تلك هي قسوة الانسان وجحوده وتكبره .. وبانه هو المسؤل عن افعاله وليس أي كائن أخر ... فجميع الخلائق مؤمنة مسبحة حتى الأصنام ... إلا الإنسان الذي عادة ما يكون قلبه أقسى من الحجارة.

أنا جدودي لم يكونوا كافرين ..ومن يدعي كفرهم وجب عليه أن يبرر ذلك ويعطي ادلة منطقية على ذلك،، والعبث بأثارهم باي سوء هي جريمة لا تغتفر بحق كل شيء ... وإذا أذيناها اكثر فنفقد احترمنا وتاريخنا امام انفسنا والعالم والأنسانية باسرها ..

تلك الأثار هي ما تبقى منا ومن أصلنا .. عندما عملنا عملاً .. مازال يراه الله ورسوله وبني ادم كلهم لألاف السنين .. ذلك أصلنا الحقيقي الذي مازال يبهر العالم كله .. ولا يحرك ذلك فينا ساكننا ... بل مازلنا نلعن أسلافنا .. ونريد ان نحطم كل شيء جميل .. فيالجهلنا بتاريخنا الذي لا نعلم عنه شيئاً إلا الأقوال الجاهلة والأشياء المزورة والمحرفة .. فاخذروا من شهادة جدودكم الفراعنة عليكم .. فسيشهد علينا كل شيء .. بدأ من تمثال رعمسيس المقهور .. وصولا إلى قناع توت عنخ أمون المنقوش على الجنيه

المصري ... الذي هو في جيبك الآن.

ودمتم
وليد فاروق
١٤ سبتمبر ٢٠١١

الـفـتـــاة الـســحــلــيــة


مازلت أذكر تلك الأيام .. التي انتشرت فيها على الإنترنت "عندما كانت المنتديات هي أحدث اختراع" صورة لفتاة على شكل سحلية .. متوجة بعناوين على غرار الفتاة التي تحولت إلى سحلية لأنها أهانت القران، والفتاة التي مسخها الله لأنها تطاولت على الإسلام .. وكثير من هذا .. مع كم كبير من التعليقات على غرار سبحان الله وأمنت بيك يا رب ... وكأن المسلمين ينتظرون أية المسخ والتحول لكي يؤمنوا بالله.

طبعاً في هذه الأثناء كان هناك من يتابع الأحداث التي فبركها بنفسه ... صورة لكائن شمعي بمتحف بأستراليا مع قصة مبتذلة .. ويرى ماذا حققت قصة الفتاة السحلية من نجاح .. من المؤكد أنه كان يضحك علينا وهو يردد .. كم أنتم بلهاء أيها العرب.

وماذا عن قصة الرسام الدنماركي الذي أهان الرسول الكريم برسوماته،، انهالت علينا الأخبار وكأنها نصر الله المبين .. أن هذا الرسام قد احترق من تلقاء نفسه .. كده .. إشعال ذاتي .. وتنهال التعليقات المؤيدة لنصر السماء وتهليل وتكبير .. ووعيد بالعذاب على الكافرين.

فقط ليبرز لنا الرسام الدنماركي بشحمه ولحمه لم يحترق،، لابد أنه كان يضحك أيضاً في سخرية ويقول .. كم انتم بلهاء أيها العرب.

قبل الانترنت وصلتنا صورة الجني المصور على باب كهف .. وانهالت العناوين القوية في الصحف والمجلات .. مصور يلقي حتفه بعد تصوير جني حقيقي،،، الصورة حقيقية 100% ... كنت صغيراً حينها والحق أنها كانت صورة مرعبة،، كم سببت لي من الكوابيس حينها وأثار الأمر ضجة في مصر حتى إني أذكر أن شيخا معروفاً قد أجرى حواراً خصيصاً وأقر أنه جني حقيقة من الجان السفلي اعتقد.. لا أذكر تحديداً لكني شعرت حينها أنه يعرف الجن حق المعرفة .. وليس ببعيد أن يكون مربي "جوزين جن" فوق السطوح من ثقته في الكلام.

ليتضح في النهاية أن ذلك العيفريت ما هو إلا دمية على مدخل كهف .. كالعرائس المرعبة التي كانت تزين بيت الرعب في السندباد زمان .. لابد أن سندبادهم مازال يضحك وهو يردد ... كم أنتم بلهاء أيها العرب.

وماذا عن جثة فرعون، والتي أقررتم أنها مومياء فرعون موسى وذلك بناء على أية واحدة في القران تفسر في غير موضعها، وقصة ملفقة ساذجة عن عالم طبيب أشهر إسلامه بعد أن أخبروه أن غرق هذا الفرعون مذكور في كتاب المسلمين فخر ساجداً وقال أمنت بيك يا رب على مثل أفلام فجر الإسلام ورابعة العدوية .. وكان سبب إسلامه انه وجد ملحا في جسد المومياء وهذا كفيل بجعله مات غريقاً في البحر.. غير أن ما لا يعلمه هذا الطبيب .. إن كان طبيباً حقاً .. أن الشيء المؤكد من معلوماتنا عن التحنيط أن الجثة كانت تنقع في الملح لفترة طويلة حتى تحفظ الجثمان .. غير أن من المستحيل أن يكون جسد الغريق أصلاً على الحالة الجيدة لهذه المومياء.

فبعد كل هذا التاريخ العريق للمصريين القدماء، وكل ما تركوه لنا من آثار وعلم وحكمة، فقط لكي يأتي أحفادهم بعد ألاف السنين لا يعلمون شيئاً سوى أن أجدادهم كانوا كفرة ويلعنوهم ويرجمونهم بما ليس فيهم... فقط زاد فخرنا بأن اكتشفنا الحقيقة،، بدون أي أدلة علمية محترمة وأدنّا أنفسنا بالجرم المشهود كالعادة .. بلا وثائق.

أنا لن أتبع آيات الفتاة السحلية،، لن أكون فرداً في قطيع قد أعطاه الله عقلاً لكي يتفكر في كل شيء حوله وداخله،، فأبى إلا أن يكون من المتبعين. لن أنتظر معجزة أو شخص يمسخ أو عفريتاً يظهر .. ببساطة لأن آيات الله تمر على عيوننا في كل لحظة .. فلا نكترث.

لو ندرك جميعنا أننا لا نملك من أنفسنا شيئاً،، وأن الهواء الذي يتردد على رئتينا الآن لا نملك دخوله أو خروجه .. ولا نملك في قلوبنا دقة واحدة باختيارنا ... يومها يمكننا أن ندرك .. أننا لا نحتاج إلى سحالي لكي تدعم إيماننا

ودمتم
وليد فاروق
١٧ أغسطس ٢٠١١
ملحوظة: مرفق صورة مجمعة للإشتغالات الموضحة أعلاه.

أبي إبرام الذي في السماء،، صلى الله عليك وسلم


إفرايم، إبرام، إبراهام، إبراهيم، خليل الرحمن ... صلى رب العالمين عليه وسلم ..كثيراً كثيرا

هل تذكرون أباكم.. أبي الأنبياء ومنبع الرسالات السماوية كلها.. هل تلقون عليه سلاماً كما تلقونه على عيسى ومحمد .. صلوات ربي عليهم أجمعين


هل تذكرون ذلك الفتى الذي نشأ في بيئة ليست على ما يرام،، فقومه كانوا يأتون بأسلوب حياة وعادات هي ليست على فطرته التي كان يشعر بها في قلبه الصغير،، فأخذ يبحث عن الحقيقة وطاف بفكره جنبات الكون بالمنطق والعقل البشري .. حتى وجد أن الله وحده هو الحقيقة، وما يفعل قومه هو مجرد إفتعالات وعادات ورواسب جاهلية لا تستند إلى أي شيء من المنطق .. فواجه قومه بتلك الحقيقة فكذبوه،، ووقف إبراهيم هنالك وحيداً، يجادل كل الناس بمن فيهم أباه نفسه، والذي كان إبراهيم يحبه حباً كثيرا،، فكان أول المكذبين به وأول من ألقى به في جحيم صنعه ابوه وقومه من الجهل

عن مغامرات ومواقف تاريخية وكونية اتخذها أبينا إبراهيم وهو بعد فتى صغير.. نحكي

ما قد لا يلاحظه البعض، أن أبينا إبراهيم في البداية لم يكلمه الله أو يوحي إليه بملك أو أيه كبرى كمثل معظم الأنبياء الذين كلفهم الله مباشرة بالرسالة والدعوة ... بل رزقه الله فطرة سليمة وقلباً دليلاً مرهفاً .. فسعى إلى الله بمعطياته البشرية حتى وجده بنفسه .. والله اعلم به

عن قلب أباك إبراهيم، ذلك القلب الذي لم يخلق الله شبيهه في الكون، عن رقه ذلك القلب،، الذي لم يدعو بسوء على أحد قط، بل أخذ يدعو لوالده بالمغفرة بعد أن ألقاه في النار بيده .. وبرغم علمه بأن أباه قد ضل.

عن ابتلاء عظيم من الرب،، بلاء مبين في القلب تحديداً.. فما أصعبه من اختبار حينما تترك امرأتك وحيدة مع طفلك الرضيع في الصحراء .. وسط هوام الليل وكآبة المنظر ووحشة الجبال... بجانب الشمس والعطش والوحوش.


ما أقساه من بلاء حينما تقرر ذبح ابنك الوحيد، الذي كافأك الله به على كبر، بناء على رؤية ضبابية في المنام، وتتخذ قراراً بعد عذاب وصراع نفسي وقلبي وحزن وطاعة، ثم تقرر التنفيذ،، بل وتنفذ بالفعل... ما هذا القلب العجيب؟؟


القلب الذي كان يدعو دائما بالخير على كل الناس، من آمن به وحتى من لم يؤمن به وعصاه "فَمَن تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ" سورة إبراهيم:36

عن قلب آواه منيب، عن قلب سليم لم تشوبه شائبة، تحتاج البشرية إلى عقود من الدهر لتصف جزءاً من ذلك القلب ذو الدعوة المستجابة..وعن نفسي ما أرى وجودنا وعمار البشرية ورزقها إلا بسبب دعاء إبراهيم لنا سلام عليك يا ابي يا ابراهيم.


لا عجب أن تخرج من قلبه وصلبه الديانات السماوية الحديثة كلها، بل ويأمر الله أنبيائه أن تتخذ دين إبراهيم دينا.. فهو نور الأنبياء، وقدوة عيسى ومحمد صلوات ربي وسلامه عليهم أجمعين.

فيا أيها الذين تصلّون على موسى وعيسى ومحمد ،،، صلوا على أبيكم إبراهيم وسلموا تسليما

وللحديث بواقٍ .. إن كان في العمر باقِ

ودمتم

وليد فاروق
22 يونيو 2011

رسالة من مسلم مــشروخ ... إلى السلفيين والشيـوخ


أعزائي الشيوخ الأفاضل،،

سلام عليكم... وبـــــعـــد

لا أقصدكم جميعاً طبعاً في مقصدي ولا أقصد التجريح أو التلويح أو المخاصمة لكم،، فأنتم من أهلي،، وأنا ابنكم،

لكن لي بعض التساؤلات التي أتمنى إن تجاوبونني عليها، فإن كنتم أنتم القائمون على الدين فجاوبوني أرجوكم،، قبل آن أضل السبيل ويتقطع بي السبل

س1- انتم تملكون العلم الديني وتدعون أنكم أعلم البشر بالدين، فماذا حدث؟ لماذا أصبح الإسلام بهذا الضعف.. الإسلام هو دين عظيم.. فأين ذهبت تلك العظمة؟

س2- الإسلام هو دين المحبة والتسامح، ذلك هو شعار هذا الدين،، كيف وقد رأيت الكثير منكم يتحدث بالكراهية أكثر مما يتحدث بالمحبة والسلام،، فمعظم كلامكم لوم ودعاء وسُباب في أي ديانة آخري،، وكأننا لسنا مسئولين عما أصبح فيه ديننا؟

س3- لم هذا التعصب وإبداء البغض والكراهية تجاه فئة معينة من الفئات؟، وما أمرنا الإسلام إلا بأحسن الكلام والتبشير وتحري السلام والطيب في كل كلمة؟


س4- من أمرنا بسب أي ديانة أخرى والتحدث بها بسفاهة وعن قلة علم بينما أقرأ في القرآن مئات الآيات من آداب الحوار والحديث، ودفع السيئة بالحسنة وقول المعروف في مواجهه السوء والجدال بالتي هي أحسن ورد أي اختلاف إلى الله عالم كل شيء... من أمرنا بالتحدث بهذه الكراهية والعدوانية، بينما أجد آيات غض الصوت واللسان من أي كلمة سيئة أو ارتفاع في حدة الصوت؟


س5- لماذا جعلتمونا نقرأ القرآن بتحيزات مسبقة،، فعدما يذكر الله الظالمون، المنافقون، الكاذبون أو المتكبرون.. نتذكر أي شخص أو جماعة أخرى ونستثني نفوسنا من أي نقائص، أما إذا ذكرت آيات الجنة والنعيم وصفات المؤمنون، يغمرنا يقين تام أننا سندخل الجنة دوناً عن سوانا وكأننا ملائكة لا ترتكب أي أخطاء أو كبائر،، فتحولت الآيات الكريمة إلى معان مفرغة، الكثير منا يمرّ عليها مرور من لا يعنيه الأمر، بل وأصبح جزء منها يستخدم للتحريض وشحن النفس بالعداوة تجاه قوماً أو جماعة بعينهم؟


س6- أين ذهبت هيبة الإسلام، فهو على حد علمي أعظم منهاج للبشرية، فأين ذهبت قدرته على تقويم الناس ونشر الحب والعلم والتطور، ومواكبة العصر؟؟


س7- لماذا تم اختزال الدين وأصبح مسألة فروق واختلافات بين ألأديان والمذاهب؟؟ وأصبحنا كل حزب بما لديهم فرحون، فكل جماعة هي الحق وما سواها هو ضلال وكفر؟


س8- من أمرنا بالخوض في إيمان الناس وسرائرهم والحكم عليهم وتكفيرهم، ومن أمرنا بالحكم على دين بأكمله أو شخص في قلبه؟ وما أمرنا إلا لنعبد الله ونسير بالنور في الناس ونصبح شهداء فقط عليهم فإن أردت إصلاحاً،، فبكلمة طيبة ولا شيء سواها،، فإن لم تقل خيرا.. فلتصمت حتى تحفظ نفسك وقومك من الفتنة والخطأ والتأثير السلبي؟


س9- لماذا أصبح الدين حكراً على كل من يطيل لحيته، وكأنها أصبحت علامة العلم والإيمان،، بينما الدين كله لله، ونحن جميعاً مسئولون، وأن الله لن ينظر إلى لحيتي ولا إلى هيئتي ولكن سينظر إلى قلبي، فأين ذهب حتى أضعف الأيمان من الكلمة الطيبة والقلب الرحيم؟؟؟


س10- بل من أساساً حصر الدين في هذا المنظور الضيق وجعل الإيمان في صورة لحية أو نقاب أو سواك،، أين ما علمتمونا إياه في الحياة عن الدين؟؟ لقد أصبح معظمنا جيلاً غير متدين، لأنه لا أحد حاورنا وحاول إقناعنا بعقل أو حكمة أو موعظة حسنة، .. طبعاً تعلمنا منكم أشياء كثيرة حسنة لكن كيفية التعايش ومواكبة الفكر والعقل بالدين،، لم نتعلمه منكم...لم نتعلمه على الإطلاق!


س11- لماذا أصبح الإسلام دين الإرهاب والعنف والقتل في نظر العالم اجمع، لا تقل أنها المؤامرة الدنيئة من أعداء الإسلام من فضلك، بل لأننا لم نر أحدا يدافع عن دين الله الجميل دفاعاً يليق به، لم نجد كلمة حق في وجه سلطان جائر، فقط وجدنا الانعزال والانغلاق والحديث في شعيرات فرعية، وجدال وصوت عال في الحوار، ورفض تام لأيه وجهه نظر غريبة؟


س12- لماذا أوحيتم إلينا أن أهل الكتاب من المسيحيين واليهود هم أعداء الإسلام،، وتركزون على آيات بعينها تدعوا للفرقة إذا فهمت في غير مواضعها، وتتركون أكثر الآيات التي تحث على مودتهم ومعاملتهم بأحسن الحسني وحلال طعامنا لهم وطعامهم لنا وإيمانهم القوي بالله؟ "انظر هامش الآيات".


س13- بل كيف نسيتم أساساً أننا المسلمون نحن أيضاً من أهل الكتاب؟؟؟ ... فجميع آيات أهل الكتاب سارية علينا أيضاً،،!!


س14- لماذا نصبتم أنفسكم أولياء على الدين وعلينا، من أمرنا بالسيطرة على الآخرين وتحجيم حرياتهم وترويعهم،بينما أمرنا فقط بقول كلمة طيبة، فإن لم تجد صدى فلا سلطة لك ولا حكم لك على أي شخص، "بالأسفل كم ضئيل جداً من كم الآيات التي تذكّر بنقطة حفظ الحريات".؟؟


أرجوكم لا تغضبوا مني على تساؤلاتي وقد عذت بربي وربكم أن ترجمون، فقط أجيبوني...

شكراً، وأرجو الإفادة العاجلة،،

ودمتم
وليد فاروق
٢١ مايو ٢٠١١
____________________________

هامش الآيـــــات

1-بعض ايات اهل الكتب الآخرى

___________________

لَيْسُواْ سَوَاء مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَآئِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللّهِ آنَاء اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ {آل عمران/113} ص

وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَن يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيْهِمْ خَاشِعِينَ لِلّهِ لاَ يَشْتَرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ ثَمَنًا قَلِيلاً أُوْلَئِكَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ إِنَّ اللّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ {آل عمران/199} ص

إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالصَّابـؤُونَ وَالنَّصَارَى مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وعَمِلَ صَالِحًا فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ {المائدة/69} ص


وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ {المائدة/5} ص

وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ قَالُوَاْ إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ {المائدة/82} ص

وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آَمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ. {العنكبوت/46} ص

_____________________________

2-جزء صغير من آيــات حفظ الخصوصيات والحرية البشرية

______________________________

وَمَا جَعَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ. {الأنعام/107} ص

وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ.{الشورى/6} ص

وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ. {ق/45} ص

وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ.{الزمر/41} ص

فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ * لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِرٍ. {الغاشية/21-22} ص

وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا. {النساء/80} ص

رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِكُمْ إِنْ يَشَأْ يَرْحَمْكُمْ أَوْ إِنْ يَشَأْ يُعَذِّبْكُمْ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ وَكِيلًا. {الإسراء/54} ص

فَإِنْ أَعْرَضُوا فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا إِنْ عَلَيْكَ إِلَّا الْبَلَاغُ وَإِنَّا إِذَا أَذَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنَّا رَحْمَةً فَرِحَ بِهَا وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَإِنَّ الْإِنْسَانَ كَفُورٌ . {الشورى/48} ص

رسالة من شاب متحولّ.. يعلن إعتناقـه الإسـلامـيحية



أنا كنت شاب مسلم ،، واتنصرت وبقيت قبطي، وبعدين رجعت مسلم .. وبعدين غيرت وبقيت بوذي، بس محبتهاش الصراحة، فرجعت تاني.

هما دلوقتي خاطفينني وبعذبوني ،، بيحطوا على صدري حجر عشان أقول أحد أحد، وأنا دلوقتي محتجز في مستشفى.. مش عارف مستشفى ايه؟؟ ،، دشدشوا مستشفيات مصر كلها بقى عشان تلاقوني!!! ،،، ولّا أنا اقلّ .. من الأخت عبير،، اللي ولعت البلد كلها بسببها، ولا عشان أنا مش أخت يعني☺؟ !. ربها اعلم بيها أنا مش باتّريق على حد، وهي حرة تبقى مسيحية ولا مسلمة ولا حتى كونفوشيوسية.. ربها معاها.

إحنا بقى نعمل كده ليه في بلدنا؟؟ نقول تاني.. ده ربنا بيقول " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا" ايه؟ "إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ" بـأيه؟؟ "بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا" انه إيه؟؟ "أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا" على ايه؟؟ "عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ" ،، وده حالنا كلنا وهانندم اكتر لو ما فوقناش.

لو ديني بيقول إقتل واحرق وخوف،، وإكره .. أنا أسف .. ده مش ديني ... لو ديني بيعلمني أكون جاهل وامشي في قطيع العنف والتعصب والفتنة،، شكراً .. مش عاوزه.

انتو عارفين يعني إيه كنيسة تتحرق،، ده مهما كان، بيت من بيوت ربنا، يذكر فيها اسمه،، بيتدعي فيه ويتقال فيه يا الله يا رب يا حنان،، يا حق،، يا حب. اللي داخل البيت ده سايب مشاغله وحياته وداخل بالسلام،،داخل يرمي همومه على اللي خلقه... يقوم يولع؟؟؟

أحب افكركوا إن الأرض كلها تعتبر مسجد... إحنا اللي حرقنا قلوبنا،،على كده بقى بعد شوية هادخل الجامع أو الكنيسة أو حتى المعبد .. وأنا خايف .. مش خايف من اللي خلقني لأ .. خايف من اللي هايولّع فيا .. خايف على حياتي وحياة ولادي... إزاي هاصفى لبلدي بعد كده ويطّلِب مني إني اشتغل وأنتج؟؟

اللي حصل ده عار على البلد كلها،، وماحدش يقوللي أصل طلعت إشاعة، أصل بيقولك .. بيقولك ايه؟؟ ..هو مين ده اللي بيقولك ومانعرفش غيره في حياتنا !!! .. لا بنعرف نقرا ولا نكتب ولا عندنا ثقافة ولا عِلم ... ما بناخدش معلوماتنا من الحياة غير من سيد بيقولك ده!!؟

عارفين ربنا نصرنا بالثورة ليه،،، فاكرين أيام التحرير،،، كان فيه حب وسماحة،، كان فيه إطعام للطعام ،، وإفشاء غير طبيعي للسلام كله بيسلّم على كله.. وكله بيحترم كله،، مفرقتش مسلم من مسيحي من هندوسي حتى،، كلنا كنا بندعي الحق،، كلنا كنا بندعي العدل،، بندعي الأمان والخير.

أنا ربي عمره ما يحب يشوف نقطة دم واحدة على أرضه،،، والدين اللي يدعو للحرق والقتل والتعذيب.. أنا برئ منه.

ربي هوه اللي قال على لسان المسيح عليه السلام .. أحبوا أعدائكم .. وهوهّ هوَه اللي قال على لسان محمد عليه السلام .. ادفع بالتي هي أحسن .. فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم.

كفاية بقى،، كل فعل سخيف بنعمله النهارده ، بيأخرنا سنين .. وبيخلي الحمل علينا كبير أوي،، والأجيال بتاعتنا والجيل الصغير ..وولادكـــوا .. هما اللي هايلبسوا في الحيط ... أرجوكم .. ما تصعبوهاش علينا " مش صعبانية تامر بتاع غمرة"!!؟

أسف على الإطالة،، أسف على الاشتغالة اللي في الأول.


كلمة أخيرة .. نحب بعض .. عشان بجد .. مافيش وقت.

ودمتم
وليد فاروق
١٥ مايو ٢٠١١

ديــانتـي المــصـــريـــة


بعدما حدث ما حدث .. وفي هذه الأوقات الاستثنائية من تاريخ الكوكب .. أما آن لنا أن ندرك أننا شعب واحد .. يجمعننا انتمائنا المصري أكثر من آي شيء أخر.

كم من العقود مرت على هذا البلد السجين محملة بالأوجاع والمصائب .. لم تفرق الظروف بين مسلم أو مسيحي أو حتى يهودي عاش على ارض مصر واحتمى في أكنافها.

تاريخ طويل من الاحتلال والحروب والمآسي عاشها الشعب المصري بكل طوائفه .. منذ مئات السنين ونحن نقاوم الاحتلال سوياً .. نخاف ونفرح سوياً .. نجوع وتأكل سوياً.

إن لم يوحدنا الدين فقد وحدنا القهر والظلم .. كم من مرات واحدنا طابور طويل من اجل لقمة خبز ..أو طابور مصلحة حكومية فاشلة .. كم من مرات اضطهدنا على يد محتل أو رئيس ظالم أو رجل شرطة أو أي شخص استغل منصب ونفوذ لكي يذل عبيد الله من كافة البشر.

كم من مرات دعونا الله سوياً على رفع الظلم ونشر السلام والقصاص من الظالمين والخونة ... أو حتى جمعتنا دعواتنا على الفوز في مباراة كرة قدم.

نحن إخوة بحكم الجيرة والعشرة .. نأكل ونشرب من نفس الأرض .. نمرض نفس الأمراض من تلوث المياه .. ونتسمم بنفس القدر من الأغذية الفاسدة.

لا يفرّق الله بيننا هنا .. ولا يأمرنا بالافتراق والمخاصمة .. بل بالمودة والحسنى ... بالحب والخير .. ربما يكون هناك اختلافاً بين الأديان بنسبة 10% لكن لا دين يختلف على الحب والخير والعدل والسعادة لجميع البشر .. كما لا يختلف دين على محاربة الشر والفساد والظلم بداخل كل نفس قبل محاسبة الاخرين. بربكم أنجعل تلك الاختلافات القليلة هي محور اهتمامنا ونترك جوهر البشرية والدين من اتفاق وتجانس .. من أجل ماذا؟؟

مهمتنا على الأرض هي نشر الحب والتسامح والخير بين الناس كافة .. مساعدة المحتاج .. تعمير الأرض إطعام الطعام من طعام ونور ومحبة بين البشر. فالله لا يدعو إلى أي فعل يولد ذرة من البغض أو الكراهية في النفوس.

المصريون كالبنيان المرصوص .. إذا مرَ المسلمون بكارثة وحدهم .. فلا تنكر تأثر المسيحيون بها .. والعكس صحيح طبعاً. فنحن كيان واحد لا فرق بيننا وبين بعضنا في هذه الحياة .. الفرق عند الله وحده طبقاً للقلوب ومحتواها. وليس طبقاً لكل دين.

أخيراً .. لمن يعمل على نشر الفتنة والفرقة والتمييز بين أطياف الشعب بكلمة أو فعل أو حتى فكرة .. مستغلاً سلطته وتأثر الناس به.. مستغلاً بسطاء الرأي .. والمزروع في دواخلهم أفكار نبذ وكراهية أي طائفة أو رأي آخر .. أقول لهم أن الله هو النور والسلام .. هو الحب والرحمة المطلقة .. لا تفتروا على الله بكلمة كراهية أو تعصب أو تمييز .. من تكلم فليقل خيراً أو ليصمت .. كفوا أيديكم وألسنتكم عن إيمان الناس ونواياهم .. فنحن لم نخلق لهذا.

ديانتي مصري .. إن كان ديني لا يحث على الحب والخير والمساواة ... لأنك لن تجد أي دين من عند الله .. يحرض على الفتن والكراهية وترويع الآمنين.

ودمتم
وليد فاروق
١٦ أبريل 2011

سلـطـويـة الــديــن



من قال أن الدين ليس له سلطة! .. الدين أي دين له سلطان عظيم .. له قوة جبارة .. وقدرة على تطويع البشر وتوجيه أرائهم ومشاعرهم بصورة كبيرة

فالدين يحرك نوازعنا .. يشعرنا بأن هناك هدف سام لما نفعله .. ويستحق بذل دمائنا فداء له .. وذلك طمعاً منا في بركات السماء والجنان العالية .. وخيرات النعيم في الآخرة

إن سلطة الدين أشد وأكبر من سلطة المال أو النفوذ .. فسلطة الدين تصغي لها آذان الناس وترنو إليها أعناقهم .. تستنفر المشاعر وتلهب الحماسة وتوقظ الأحلام بالجنة والثواب .. وأيضا تخوف الناس وتفزعهم من النار والعذاب والضنك

من يملك سلطة الدين .. تجد له رغماً عنه مريدين وتابعين وعشاق .. كثير منهم يودون أن يفدوا شيوخهم بالغالي والنفيس .. لأن سلطة الدين تجعل من يملكها مثلاً أعلى وقدوة في الإيمان والصواب في أعين المريدين والأتباع


سلطة الدين لها هيبة وكلامها مؤثر جداً .. فهي تدخل الأذان محملة بآيات شرعية لها وقع كبير في الأرواح .. وكثير من الناس لديهم معلومات بسيطة عن الدين .. لا يميزون بين رجال الدين وبعضهم وأقوالهم .. فكلها لابد أن تتبع طالما فيها كلام مقدس وقال الله وقال الرسول

سلطة الدين لها تأثير نفسي وعاطفي كبير في الأنفس .. فهي تملك من الأدوات ما أن يجعل الناس تسير بأفكار من يملكها طبقاً لرؤيته الشخصية للأمور وتحليلها من وجهة نظره والتفاعل معها .. ثم نقلها للآخرين في هيئة كلمات وسطور .. هذا طبيعي طبعاً .. فكل من يدعو لشيء لابد من فهمه والإيمان به .. ومن ثم صياغته لجعل الناس يفهمونه ويتجاوبون معه


 ولــــكـــــن !!!

سلطة الدين هي اختبار غاية في الصعوبة .. من يملكها ويدرك خطورتها لابد أن يكون على أعلى قدر من المسئولية .. يحترس ويحاذر من كل شيء يفعله وكل كلمة يقولها .. لابد أن يتغلب على هواه .. وما أصعب الهوى .. يخشى أن يعجب بنفسه وهو في منصب يجعل الأنظار ترنو إليه وتُطاع كلماته ويتشرب الناس حكمته وعلمه ... يتحسس قلبه كل يوم ويرى هل أصابه شيء من الكبر أو العجب أو حب سلطة أو مال أو شهرة ... يختلي بنفسه كل ليلة ليتذكر كلماته وآراءه التي قالها اليوم .. هل أفتى فتوى كان يمكن أن يقول أحسن منها .. هل أوصل كلامه لذلك الشخص البسيط الذي استفتاه في مسألة .. فأجابه بطريقة سلسة .. ليس لها معانٍ أخرى يمكن أن يفهمها خطئاً عقل الرجل البسيط. .. فنحن لا ندري إلى آي مدى يمكن أن تؤثر الكلمة على حياة الناس ومصائرهم

سلطة الدين سلاح ذو حدين .. يمكن أن تستخدم في إراقة الدماء .. وزرع البغض والكراهية في النفوس ..كما يمكن أن تستخدم في زرع الأزهار والحب والخير في الأرواح

سلطة الدين يمكنها أن تعطي شرعية للقتل والفناء .. كما يمكن أن تعطي شرعية للحب والفداء


سلطة الدين خطيرة جداً .. إذا استخدمت بطريقة خاطئة .. فبكلمة منها يمكن أن تحدث فتنة بين الناس .. والفتنة أشد من القتل .. لأن القتل قتلاً .. لكن الفتنة هي اختلاف وكراهية وتعصب .. وفساد وحرق ... وقتل

سلطة الدين أو أي سلطة هي أمانة .. هل يعلم حاملها مدى المسئولية الملقاة على كاهله لكي يتوخى الحذر فيما يقوله ويفعله .. لأنه سيحاسب عنها هو أولاً؟؟


سلطة الدين .. وأي سلطة .. إما أن ترفع صاحبها إلى درجات العلا مع النبيين والشهداء .. وإما أن تهوي به إلى القاع .. مع فرعون الذي استغل السلطة أبشع استغلال في التاريخ


وما بين العــلا والقـــاع .. يقــال الكثير والكثير.


ودمتم
وليد فاروق
١٠ أبريل ٢٠١١

الـ لأه بتاعتي ... بعيداً عن جعاليص الدستور



لم أكن في حياتي مهتماً بالسياسة باعتبارها فن الحواة في إخراج الأرانب من البرانيط، ولأنها مهلكة بشكل عام على رأي عمنا صلاح

لكن ما حدث في الآونة الأخيرة يجعلنا جميعاً نحاول الدخول إلى ذلك العالم الغامض .. من قوانينه وطرقاته العجيبة في التعامل وتكتيكات الوصول إلى الهدف والكلام الكبير ده

لكن بعيداً عن السياسة والدستور والطلاسم .. فالعبد لله له نظرة من جانب أخر

في حال الإجابة بنعم :

سيستمر العمل بالدستور القديم مع المواد المعدلة .. ويتشكل مجلسي الشعب والشورى من جميع الأحزاب .. ولكن ستبقى الأغلبية من محترفي الانتخابات من الإخوان والحزب الوطني. بحكم الخبرة ومعرفة خبايا الانتخابات والتعامل الجيد مع الإجراءات والدعاية.

أنا لا احكم على احد .. ولا اشكك في وطنية احد أي ما كان.

ولكن

بعد إقامة مجلسي الشعب والشورى .. فإن الشاغل الأول للمجلس سيكون تشكيل لجنة لتعديل الدستور

ولن تشكل اللجنة وتقر الدستور الجديد إلا بموافقة ثلثي مجلس الشعب .. اللي مفروض يمثل الشعب

وبحكم الطبيعة البشرية .. فلو كنت مثلاً عضواً في مجلس الشعب منتمياً لحزب ما .. فالطبيعي أن ابحث عن مصلحة الحزب لمزيد من القوة .. وابحث عن مصلحتي وصلاحياتي .. التي سوف تساعدني على عمل الخير والصلاح من وجهة نظري ووجهة نظر الحزب المنتمي إليه

فإذا جاء دستوراً يحد من صلاحياتي .. ويقنن قوتي .. ويتيح المساواة بين أطياف الشعب ويساوي حزبي بأي حزب أخر ... فغالباً لن أرضى به .. أو على الأقل سوف ابقي بعض الصلاحيات الخاصة لي على جنب.. حتى أتمكن من السيطرة ونشر أفكاري أيا كانت .. حتى ولو بحسن نية

كذلك الحال مع رئيس الجمهورية ... فبعد الدستور الجديد .. يجب أن تقنن صلاحيات الرئيس .. ولكن طبقا ايضاً للطبيعة البشرية ... فإنه سيحز في نفسه التخلي عن هذه الصلاحيات .. ومؤكد انه سيبقى بعض هذه الصلاحيات لنفسه ولو بدافع التأمين

ملحوظة: نحن لم نتخلص بعد من مشكلة تأليه القيادات والمديرين ... بعد الانتخابات .. كم من البشر ورؤساء المؤسسات والعاملين يوف يحابون للرئيس وحاشيته ويؤلهونهم .. ويسبحون بحمدهم أيضا ... وكله بثوابه

سيمرر دستوراً جديداً ... لكن به بعض النقاط التي تضمن لأشخاص دوناً عن غيرهم حقوقاً خاصة

سيتشكل مجلسي الشعب والشورى ... وبدلاً من أن يتفرغ لقضايا البلد .. وحل المصائب المنتظرة المستعصية في أرجاء البلاد .. ويكرس جهوده كاملة من اجل مصلحة مصر وشعبها ... ستجد جدالاً بيزنطياً حول الدستور ... وقوانينه ولا يمنع أن تحدث أيضاً مشاجرات من التي كنا نراها من قبل ... وهذا محتمل جداً ... إذ كيف وأنا مثلا عضو في مجلس الشعب أن أتفرغ لقضايا العباد .. وأنا مازال مصيري معلقاً بين البقاء في المجلس والرحيل ... فالأولى أن أكرس جهودي لبقائي تحت القبة وان أضحي بالنفيس والغالي إلى أن يصدر دستورا يضمن بقائي ... وبعدين بعد ما أتأكد من الكرسي والحصانة والذي منه .... نشوف بقى هانعمل إيه .... بالذمة ده كلام؟؟؟؟؟؟؟

نحن مخلوقات بشرية ... وحسني وأعوانه لم يكونوا إبليس والشياطين الذين رحلوا فتحولنا فجأة إلى ملائكة ... الطبيعة البشرية تقول أن النفس إمارة بالسوء ... والسلطة مغرية ومغره ...

الحل الأخر هو إقامة دستور جديد .. ونحن مازلنا في أوج الثورة ... مازال طعم الوطنية والضمير حي بداخلنا ... مازالت أعيننا تدمع عندما نرى علم مصر ... ولم يتعرض معظمنا لمغريات أو يدخل في تجربة ضميرية لا يضمن نتائجها...

دستور جديد ... يضمن التكافؤ .. لا نتناحر بسببه لأننا مازلنا سواسية لا نملك السلطة ... دستور يضمن مشاركة جميع التيارات في المجلس بنسبة لا تتعدى 20-25% على الأكثر للحزب الواحد ... دستور من نور نضعه الآن ... لنبدأ في حل مشاكلنا وتنمية البلاد مباشرة من خلال مجلس الشعب .. الذي ارجوا من الله هذه المرة أن يقترن اسمه بالشعب .. وليس المجلس ... كالعادة.

الإنسان ينسى .. تلك أقوى الطبائع البشرية ... السلطة تغير النفوس لأنها ابتلاء وليست جزاء ... سلاح قاتل ... إما أن تستخدم في الصواب .. أو في الأهواء ... والأولى أصعب ما يكون .... لذلك مرتبة العدل عند الله من أعظم المراتب.

التاريخ يعيد نفسه يا سادة بوضوح تام .... فلننظر ماذا حدث من قبلنا ... لندرك ماذا سيكون في انتظارنا


ودمتم
وليد فاروق
١٧ مارس 2011