لم يعلمنا رجال الدين الكثير من الأشياء .. فقط علمونا إتباع الأشياء .. ويبدو أن سياسة الإتباع الأعمى ملعونة في كل الأزمان ..
وما من نبي قد أرسلة الله إلى الأرض إلا وقد كُفّر من قومه ولعن وحورب .. لأنه قد أتى فقط بشيء مختلف عنهم..
فكل الأنبياء كانوا كفّاراً في نظر أقوامهم .. الذين اتخذوا العادات والتقاليد والمصالح الشخصية هوية رسمية لهم..
تلك الأقوام التي اختلط فيها الدين بالدنيا .. والحقائق بالأكاذيب والوحي بالهوى .. فظنوا أنهم أعلم الناس وأرقى الناس .. واتبعوا أهواء الغرور والكبر والرتابة لسنوات طوال .. حتى نسوا أصل الأشياء واتبعوا ما قال لهم أبائهم ومجتمعهم .. فأصبحت عقولهم متحجرة على ما تربوا عليه .. وبات من المستحيل تغييرها..
فكلما جاء لهم رجل بسيط .. يحاول بأدب ان يوجه عقولهم أن ما يؤمنون به هو أشياء معظمها مغلوط .. تجدهم يكذبون بالحديث لا لشيء إلا اعتقاداً بأنهم قوم لا يخطئون..
فكيف ياتي شخص يتهم سادة القوم وعلمائهم بأن ما يفعلونه ليس صحيح؟
كيف ياتي شخص يساوي بين الرؤوس ولا يفضل عالم على أميّ .. ولا غني على فقير؟
كيف يأتي شخص يزعم انه لديه من الله مكانة اعلى وأفضل من سادة القوم؟
كيف يأتي شخص يطعن في قانون الجماعة .. وينحرف عن مسار القطيع؟
هذا الشخص الوحيد .. هو الكافر بين الجماعة .. لأنه لا يتبع قوانيننا الخاصة .. ويعدنا بشيء غير ملموس
هذا الشخص يكذب الأباء والأجداد .. ويضرب بكبريائنا عرض الحائط .. ويأمرنا بأن نتبعه ونترك مكانة الدنيا من اجل شيء أخر
فمن يأت بالجديد دائماً .. يعتبر كافراً ومحدث في نظر من اغلقوا عقولهم على القديم فقط
ولأن حجة القوم دائماً واهية .. فهم يلجأون للتكفير بدلاً من التفكير المنطقي السليم .. ويهرعون لنفي الصادقين من الأرض .. بدلاً من محاورتهم والكلام معهم .. وأكثرهم أرادوا للأنبياء الموت .. أكثر من الحياة
فكل الأنبياء قد طعنوا في دينهم وحوربوا من اجل القبيلة .. وكثير منهم قد قتل .. لأنهم فقط تمردوا على العادات والتقاليد .بينما كان ولائهم فقط لرب الجماعة .. ورب كل شيء.
يــتــبــع
.وليد فاروق
8-12-2011